لا يكفي أن يسيطر الإنسان على الطبيعة؛ فلكي يعيش في المجتمع يجب أن يعرف كيف يردع نفسه ويخضع للقوانين العامة,
ومن واجبات قادة الشعوب أن يملوا على الناس هذه القوانين ويلزموهم طاعتها.
إن معرفة أساليب الحكم – أي معرفة روح السياسة – من أصعب المسائل في جميع الأزمنة ولا سيما في الزمن الحاضر حيث ثقلت على الأمة وطأة مقتضيات الاقتصاد الناشئة عن مبتكرات العلوم والصنائع وأصبح لا تأثير للحكومات فيها.
والحوادث تلجئنا إلى الاستعانة بفن السياسة، مع ما فيه من قواعد غير محققة.
وللتدابير الناشئة عن هذه الحوادث أهمية عظيمة في الغالب، فقد تعاني أجيال كثيرة نتائج الخطأ الواحد، يؤيد ذلك وقائع القرن السابق الكثيرة.